
05:29 ص
الثلاثاء 20 أبريل 2021
انا اسمي عوضية محمود كوكو اتولدت فى حوالي عام 1963 في تقلي العباسية التي تقع في منطقة جنوب كردفان بالسودان فى موسم الجفاف والتصحر الذى ضرب السودان فى الثمانينات هاجرت مع اسرتي الى الخرطوم وسكنت فى هامش الخرطوم كعادة النازحين
كان الوضع الاقتصادي صعب ومعقد جدا ولم يكن هناك خيارات غير ان اعمل مباشر فى بيع الشاى لإمراة مثل لم تحصل على مستوي تعليمى يمكنها من اى عمل اخر
فى منطقة اقرب لسكني كنت اجلس طوال اليوم تحت اشعة شمس السودان القاسية ولهيب نار (الكانون ) واستغراب الناس وقتها من مهنتي ونظرتهم الدونية تجاهي
لم يمضي وقتا طويل حتى انضمت الى اخريات لبيع الشاى
عندما صار عددنا عشرة سيدات
عملت عي تأسيس جمعية تعاونية نسوية للطعام والشاي والتي عرفت باتحاد بائعات الاطعمة والمشروبات. في إطار عمل على تحسين أوضاعي وازميلاتي من بائعات الشاي والطعام، عملت في عام 1990 في تأسيس جمعية تعاونية بمنطقة الحاج يوسف في شرق الخرطوم حيث يقيم نازحين منحدرون من مناطق النزاع من ولاية دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق . وبدأت الجمعية فى العمل علي التدريب القانوني لمنسوباتها عبر اشتراكات رمزية تدفع منهن وبمساعدة منظمات مجتمع مدني محلي
وايض تدفع مشاراكات مالية لمساعدة زميلاتهن على استعادة أوانيهن المصادرة من جانب الشرطة. بعدها افتتحت الجمعية فروعاً إضافية وانضمت إليها مئات النساء بمختلف المهن، وقدمت دورات تدريب مهني للفتيات للتكيف والتبريد والكهرباء ادخلت بنات العاملات بمهنة بيع الشاى والاطعمة الى مدارس التدريب المهني لكي يستطعن منة تغيير واقعهن وواقع اسرهن .ولكي لا يتعرضن للظلم والقهر والذل الذى واجه امهاتهن فى مهنة بيع الشاى . الدولة لم تكن تساعدنا بل العكس الدولة عملت علي انتهاك حقوقنا وخصصت كل اجهزتها الرسمية لمحاربتنا
أودعتني السلطات السجن لأربع سنوات بسبب عجز الجمعية عن تسديد ديون مترتبة نظراً لقيامهن باستثمارات غير مربحة. إلا أنني عدت للكفاح مرة اخري فى عام 2010 لأصبح رئيسة لجمعيات تضم ثمانية آلاف امرأة في الخرطوم، وتقدم المساعدة القانونية للنساء اللاتي يتعرضن للمضايقات من الشرطة ويعانين من الوصمة الاجتماعية في حقهن وهو الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الاغراض
..وللدور الذى قمت به فى الكفاح من اجل تحسين وضع بائعا الشاى والاطعمة تم تكريمى فى 28 مارس 2016، منحتنى وزارة الخارجية الأمريكية جائزة أشجع امرأة دولية لهذه السنة. حيث قام بتكريمي وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في في حفل أٌقيم بمقر البيت الأبيض يوم الثلاثاء 29 مارس 2016، وأشادت الخارجية الامريكية بجهودهى لفى تطوير الوضع القانوني وتحسين الظروف الاقتصادية للنساء في السودان وايضا تم دعوتي لكثير من المؤتمرات والاحتفالات خارج السودان كمثال للمراة المناضلة
النظرة الاجتماعية لعمل النساء فىى بيع الشاى والاطعمة تقول عوضية انل وزميلاتي قمنا بحملة لمواجهة النظرة الدونية من المجتمع لعملنا ،ولنا وعملنا علي مواجهة الظلم الذي يعترضنا أثناء ممارسة أعمالنا على قارعة الطريق
وتميزت عوضية بمواقف قوية في دفاعها عن النساء العاملات في مهنتها، وقدمت الكثير لهن ليستقرن في أعمالهن.
مما عرضها للسجن والمطاردات والملاحقات الكثيرة
واتت ثورة ديسمبر وكان لعوضية القدح المعلي فى الثورة من قبل ان تنطلق ورمت عوضة كل سهام كنانتها فى الثورة من اجل واقع يحترم كل النساء السودانيات فكانت رأس رمح الثورة ومطبخ القيادة العامة تعد الطعام للثوار وتعد مائدة رمضان فكانت مجزرة القيادة العامة ووقع على عوضية ورفيقاتها مالايخطر على بال احد قتل وفقد واغتصاب وضرب وتعذيب وانتهاكات
واجهت عوضية كل هذا بثبات وبسالة وخدمة كبيرة لمجتمعها ومجتمع رفيقاتها تفقدتهن فى بيوتهن وتفقدت اسرهن وواصلت نضالاتها لتوصبلهن الى لجان العدالةولجان التحقيق وهى تكابد وتجد المشقة فى ذلك لكن لإيمانها العظيم بعملها لم تيأس ابدا تقول عوضية الطريق امامنا طويل وشاق ولكن سنظل وتطمح عوضية فى الوصول الى البرلمان الذي يمكنها من العمل بشكل اوسع على ترقية القوانين وتحسين بيئة العمل .